فصل: باب الأدران

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: البرصان والعرجان والعميان والحولان **


  باب ذكر من سقي بطنه من الأشراف

منهم عمران بن الحصين الخزاعي وكنيته أبو النجيد اكتوى قالوا‏:‏ وكان مكلماً فلما اكتوى انقطع ذلك عنه ولما لم ير في الكي ما أحب قال‏:‏ نهى رسول الله عليه السلام عن الاكتواء فما أفلحنا ولا أنجحنا حين اكتوينا‏.‏

قالوا‏:‏ وعاده أبو بردة فلما رأى شدة حاله قال‏:‏ لولا ما أرى بك لكثر إتياني لك قال‏:‏ لا تفعل فإن ذاك أحب إلى الله وإلي‏.‏

ومنهم خباب بن الأرت وقد اكتوى في بطنه سبع كياث فقال‏:‏ لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ندعة بالموت لدعوت به وكان قديم الإسلام وعذبه أهل مكة وألقوه على الرضف حتى انقطع ماء متنه وكان من ولده ببغداد خباب مولى بريه وصاحب ثمامة والعروضي رأيته وقد فلج ومعه بقيةٌ من اللسان الذي كان يقدم به على جميع أهل بغداد وله أحاديث وفيه أخبار‏.‏

وممن سقي بطنه من الأشراف قبيصة بن المهلب‏.‏

ومن الأشراف أيضاً عثمان بن أبي العاص وإليه يضاف شط عثمان شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن فتفل في فيه فكان بعد ذلك لا ينسى ما حفظ منه وقال لثقيف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين همت بالارتداد‏:‏ يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلاماً فلا تكونوا أولهم ارتداداً وكان فارس ثقيف خرج إلى عمرو بن معدي كرب حين غزاهم في بني زبيد وغيرهم فلم يلبث له وطلبه ففاته وله في ذلك شعر مشهور وكان شاعراً بيناً عاقلاً رئيساً سيداً مطاعاً وله فتوح كبار ومقاماتٌ شريفة وكان في شرط ثقيف ألا يولى عليهم إلا رجلاً منهم فولاه النبي صلى الله عليه وسلم وكتب عمر بن الخطاب إلى عثمان وأبي موسى حين كانا في شق بلاد فارس‏:‏ إذا التقيتما فعثمان الأمير وتطاوعا والسلام‏.‏

هذا وحال أبي موسى حاله عند عمر‏.‏

وممن سقي بطنه أبو عزة الشاعر وقد كتبنا قصته وكيف اكتوى وكيف برأ في باب ذكر البرصان‏.‏

وممن سقي بطنه فاكتوى فمات مسافر بن أبي عمرو بن أبي أمية وقد كتبنا قصته والدليل على شأنه في الشعر في باب البرصان وفيه قال الشاعر‏:‏ ومكشوحٍ له النعمان أمسى هبالة بيته بيت الحمار يفوق بنفسه ويرى بياضاً بكشحيه كتلماع النهار وذكر موسى بن داود عن زهير عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ في أكحله وكوى أسعد بن زرارة في عنقه وقال ‏"‏ بئس الميت ليهود يقولون لو كان سالماً ما سق ما أملك لنفسي شيئاً ‏"‏‏.‏

سفيان عن أبي نجيح عن عبد الغفار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه قال‏:‏ قال النبي عليه السلام‏:‏ ‏"‏ لم يتوكل من اكتوى واسترقى ‏"‏‏.‏

وقد طعن في هذا قومٌ وسألوا عن ما لا يلزم‏.‏

وقال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أنا فيما لا يومي إلي كأحدكم ‏"‏ يعني في علم الغيب ليس أنه كأحدهم في الحلم والعلم والصبر واليقين والشجاعة والطهارة والرأي وكثرة الصواب والكمال والتمام‏.‏

وقد قال النبي عليه السلام في التأبير فلما قيل له في ذلك قال‏:‏ ‏"‏ إنما قلت برأيي ‏"‏ ومتى عالج النبي بعلاج مثل علاج الناس بعضهم لبعض فلم يبرأ ذلك المعالج فليس في هذا مسألةٌ على أحد لأن نفس العلاج بالأدوية من الكي والوجود واللدود وأشباه ذلك يدل على أنه لم يجعل ذلك علامة وأعجوبة وبرهاناً وإنما عالجه من طريق علاج الناس بعضهم لبعض وإنما كانت المسألة لازمة لو قال‏:‏ اللهم أبره واشفه أو قال‏:‏ يبرأ فلانٌ اليوم أو يمرض فلانٌ اليوم فإذا لم يكن ذلك جاز للسائل حينئذ أن يطعن فأما غير ذلك من الأمور فالمسألة فيه ظلم ومن أفاق على يديه عليه السلام أكثر ولم يجعل ذلك برهاناً على نبوته ودلالةً على رسالته‏.‏

وذكر المعلى عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن زنباع الجذامي أبي روح بن زنباع أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخصى غلامه فأعتقه النبي عليه السلام‏.‏

قال أبو إسحاق‏:‏ كان ماني صاحب الزنادقة مكنع اليد وكان زرادشت آدر وكان أرسطاطاليس أحمر أزرق وكان مسيلمة الكذاب عاقراً لا يولد له وكان المقنع الذي ادعى الربوبية بخراسان أيام حميد بن قحطبة أعور قصاراً يسمى عطاء وكان سفاداً أصم‏.‏

وخبرني من رأى بابك عند المعتصم بعد أن نزعت القلنسوة السمور من رأسه فإذا أصلع واعلم أن في كل من ادعى الربوبية من جميع هذا الخلق في جميع الأزمنة فإنما ذهبوا منه إلى التناسخ الذي يتهاونون به وفساده كثير‏.‏

  باب من قتلت الصواعق والرياح

خويلد الصعق جد يزيد بن عمرو بن خويلد الصعق ولذلك سمي الصعق عمل طعاماً فتأنق فيه وهبت رياحٌ وعصفت عليه فأذرت التراب في قدره فسب الرياح فصعق من يومه قال الشاعر‏:‏ قتيل الرعد بالبلد التهام لأن الصاعقة تقتل بشدة الصوت كما تحرق بالنار التي فيها وكان الحسن يسميها صاقعة ويجعل الصواعق ما كان من العذاب النازل على الأمم فأما هذه التي تراها اليوم فهي عنده صواقع ولا أعرف وجهه وهو أعلم بما قال وأولى بذلك‏.‏

وممن صعق أربد بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب أخو لبيد ابن ربيعة لأمه فلذلك قال‏:‏ أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السماك والأسد فجعني الرعد والصواعق بال - فارس يوم الكريهة النجد زعم سند بن صدقة قال‏:‏ صحبنا في طريق مصر مهيد النصراني الجهبذ وكان يسايرنا إذ تقدم على بغل له ناجٍ وارتفعت سحابة فبرقت ورعدت وأرسلت صاعقة فتقع عليه وهو منا غير بعيد فجئناه فإذا هو وبغله قد ماتا وإذا في كفه صرة فيها دراهم انسبكت فصارت نقرة واحدة وكمه صحيح لم يحترق وهذا عندي من العجب‏.‏

قال أبو عبيدة في ميتة عنترة‏:‏ ظعنت عبس لبعض الأمر وخلفت عنترة في الدار شيخاً كبيراً لا حراك به فصعقت ريح فمات فيها خفاتاً‏.‏

قال أبو الوجيه العكلي‏:‏ بل مر به نفر من طيئ فلما رأوه مخلفاً في الدار أثبتوه معرفة قال بعضهم لبعض‏:‏ في قتل هذا شرف فلما خبطوه بأسيافهم قال عنترة‏:‏ أبي خفض يحزرون‏.‏

ذكر الحدب ومن الحدب واصل الأحدب وهو واصل بن حيان الأحدب الأسدي من بني قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان قال أبو نعيم‏:‏ توفي سنة عشرين ومائة‏.‏

ومن الحدب سلمة بن الخطل الأعرجي قال لمعاوية‏:‏ والله ما أنصفت وما كنت منصفاً يا معاوية فغضب معاوية وقال‏:‏ ما أنت وذاك يا أحدب‏!‏ والله لكأني أنظر إلى بيتك من مهيعة بطنبه تيسٌ مربوط بفنائه أعنز عفر درهن غبر قال الأحدب‏:‏ قد كان ذلك فهل رأيتني يا معاوية قتلت مسلماً أو غصبت مالاً حراماً قال معاوية‏:‏ أين أنت فأراك لا تدب إلا في حمر وأي مسلمٍ يعجز عنك حتى تقتله وأي مال تقوى عليه حتى تغصبه اجلس أجلسك الله ثم قال‏:‏ أستغفر الله منك يا أحدب‏.‏

ومن الحدب ذو الركبة العوجاء الشاعر العبد وهو الذي يقول‏:‏ سخر الغواني أن رأين مويهناً كالذئب أطلس شاحب منهوك وقد ذكرنا قصته في كتاب ‏"‏ الهجناء والصرحاء ‏"‏‏.‏

ومن الحدب مشمرخ الأحدب قال لي ثمامة‏:‏ رأيت جماعة نساءٍ لم أر قط أحسن ولا أملح شكلاً ولا أظهر دلاً مع لباس وشارة وإذا فتيان من فتيان الغزل والجمال واليسار قد عارضوهن والتفت فإذا أنا بالمشمرخ الأحدب وإذا هو يتقدمهن مرة ويزاحمهن مرة وإذا هو في ذلك يختال في مشيته ويخطر بكميه فأقبلت عليه واحدةٌ منهن فقالت‏:‏ عذرت هؤلاء الذين يدلون بالشباب والجمال واليسار فقد أطمعهم ذلك فينا أنت بأي شيء تدل قال‏:‏ بالبراعة والظرف قال‏:‏ فضحكن منه وصار أكثر كلامهن معه دون جميع الناس وغلب عليهن وشغلهن‏.‏

ولد علقمة بن زرارة شيبان فولد شيبان المأموم واسمه حنظلة وولد يزيد المقعد وفي يزيد هذا غلامٌ ولدته مهدد ليس بمأموم ولا بمقعد وهي مهدد بنت حمان بن عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد‏.‏

ومن الحدب أبو مازن الأحدب وكان أحدب أعضد العظام أضعف الناس قبل كل شيء وقد سمعته مع ذلك يقول‏:‏ أنا لا أموت سوياً قالوا‏:‏ ولم قال‏:‏ لأني لا آخذ الناس إلا عنوة وهو الذي دق عليه الباب جبل العمى بعد أن مضى هزيع من الليل وهدأت الرجل فخرج إليه أبو مازن الأحدب وهو لا يظن أنه إنسان يريد أن يبيت عنده فلما رآه جبل العمى قال‏:‏ ليس نحن في الصيف فأضيق على عيالك السطح ولا نحن في الشتاء فتكره أكون قرب حرمتك ونحن في الفصل وقد تعشيت وإنما خفت الطائف فدعني أبيت بقية ليلتي في الدهليز في ثيابي التي علي فإذا كان مع الفجر مضيت قال‏:‏ ويلك أنا والله سكران ما أفهم عنك قليل ولا كثير‏.‏

فأعاد عليه القول فقال‏:‏ سكران والله ليس أفهم عنك وأصفق الباب في وجهه‏.‏

فضحك جبل فمر به الطائف فسأله عن شأنه فضحك الطائف وشيعه إلى أهله‏.‏

قال أبو الحسن‏:‏ سقط أحدب في بئر فاستوت حدبته وصار آدر فلما جاءه الناس يهنئونه قال‏:‏ الذي جاء أشر من الذي ذهب‏.‏

ووقع بين شيخ أحدب وبين رجل شر فقال له الرجل‏:‏ والله لئن ركلت حدبتك هذه ركلةً دخلت مع روح بن الطائفية حمام أفراذادين في قنطرة قرة وكان روح أكثر الناس عبثاً وهزلاً وإذا في الحمام شيخٌ أحدب لم أر مثل حدبته وإذا هو مطلي وقد ولى وجهه الحائط وليس في الحمام غيرنا وغيره ونحن شبابٌ فقال لي روح‏:‏ إني عزمت على شيء قلت‏:‏ وما هو قال‏:‏ قد صح عندي أن الأحدب إذا حكوا حدبته ضرط وليس لي بد من ذلك فقلت له‏:‏ ومالك في ذلك قال‏:‏ والله لضرطة أحب إلي من بدرة قلت‏:‏ فدونك‏.‏

فدنا منه وكأنه ليس يريده فلما صار بالموضع الذي قد أمكنه فيه ما أراد وإذا الأحدب على حذر ولكأنه قد حكت حدبته ألف مرة وضرط ألف ضرطة وهو يستعمل الحراسة استعمال مجرب فلما كاد روح أن ينال ظهره انفتل إليه انفتالةً أسرع من الطرف ثم لطمه لطمةً ما سمعت بمثل وقعتها قط وسقط روح مغشياً عليه من الضحك وقال‏:‏ أنا بلطمته أشد عجباً مني بضرطته وولى الأحدب وجهه إلى الحائط كأنه لم يصنع شيئاً‏.‏

وتزعم العامة أن من اعتراه الحدب طال أيره واشتد شبقه وأحدث ذلك له ظرفاً وخبثاً‏.‏

ومن الوقص مالك بن سلمة وهو ذو الرقيبة وهو الذي أسر حاجب بن زرارة وكان من الممدحين والمعمرين وإياه عنى المسيب بن علس بقوله‏:‏ ولقد رأيت الفاعلين وفعلهم فلذي الرقيبة مالك فضل ومن الوقص الأوقص السلمي جد خولة بنت حكيم بن الأوقص وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ومما يدخل في هذا الباب المقعد التبوكي ذكر أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن جابر عن يزيد بن مروان قال‏:‏ رأيت مقعداً بتبوك فقال‏:‏ مررت بين يدي النبي عليه السلام وهو يصلي فقال‏:‏ اللهم اقطع أثره فما مشيت عليه‏.‏

ومن الحدب الأحدب بن سيار بن عمرو بن جابر العشراء وهو عم هرم وأخيه زبان بن قطبة‏.‏

  باب الأدران

ومن الأدران الحتات بن يزيد المجاشعي قال للأحنف‏:‏ إنك لضئيل وإن أمك لورهاء قال الأحنف‏:‏ اسكت يا دريه‏.‏

وأنشد أبو القمقام بن بحر السقا في أدرة عدي بن الرقاع‏:‏ إن عدياً فاضح القبيلة أعشى أدير فاسد الحليلة وقال سنحاد‏:‏ مراوب ألبان الشتاء إذا شتوا وليسوا بفتيان الصباح السواجب يمشون أدراناً كأن خصاهم إذا أشرفوا فوق الأكام الحباحب وقال آخر‏:‏ إذا ما نكحت فلا بالرفاء وإما ابتنيت فلا بالبنينا تزوجت أصلع ذا أدرة تجن الحليلة منه جنوناً كأن المساويك في شدقه إذا ما تسوك يقلعن طينا وقال آخر‏:‏ فيأيها المهدي الخنا من كلامه كأنك تضغو في إزارك خرنق وقال جرير بن الخطفي في بني ضرار بن عمرو الضبي‏:‏ لهم أدر تجلجل في خصاهم كتصويت الجلاجل في القطار وقال حسان بن ثابت لبني عبد الدار‏:‏ أرادوا لحاق القوم فاستأخرت بهم أوائل من خالٍ لهم ومن أب عظام الخصى رمص جعادٌ أنوفهم لئام وما هذا بخلق بني كعب وقال أبو عبيدة‏:‏ قامر عبد الله بن عنمة الضبي بني هند من بني شيبان فأحسنوا مقامرته إلا ما كان من أخوق وكان في أخوق أدرة فقال ابن عنمة‏:‏ أتيت بني هند لتربح قمرتي فمالت من أيسارهم غير أخوقا خنافس ذي يلعب القوم باسته وتطرب خصيته إذا هو أعنقا حرابي متنيه تديص كأنها خصى أكلب ينبحن في رأس أرقا وقال آخر‏:‏ وما ذنبنا في أن أداءت خصاكم وأن كنتم في قومكم معشراً أدرا وقال عقيل بن علفة يهجو زبان بن منظور‏:‏ لا بارك الله في قوم يسودهم ذئب عوى وهو مشدود على كور يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن أنس بن مالك قال‏:‏ قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية‏:‏ ‏"‏ لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ‏"‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن موسى كان إذا دخل الماء ليغتسل دخل وعليه إزاره فإذا بلغ الماء منه عورته خلع الإزار فوضعه على صخرة قال‏:‏ فقالت بنو إسرائيل‏:‏ إن موسى إنما يفعل هذه لأنه آدر فلما كان ذات يوم جاء ليغتسل فتناول الإزار فوثبت الصخرة تسعى وموسى يقول‏:‏ إزاري صخرة إزاري صخرة وهو يضربها بعصاه فلما ضرب أثر ذلك فيها حتى مر على الملإ من بني إسرائيل فعلموا أنه ليس بآدر‏.‏

وأما قوله‏:‏ ألم تر أن الفرق يعرج أهله مراراً وأحياناً يعيد ويؤرق فليس قوله يعرج مأخوذ من العرج والخماع وإنما هو من العرج بإسكان الراء والعرج ألف بعير أو شبيه بألف فمن ملك العرج فقأ عين بعير عن ألف بعير‏.‏

حرثان بن جزء بن كعب بن الحارث الجعفي ملك ألف بعير وفقأ عين فحلها ليدفع بذلك عنه العين والسواف والغارة وقال الشاعر‏:‏ فقأت لها عين الفحيل تعيفاً وفيهن رعلاء المسامع والحامي وإذا كان فحل الإبل كريماً فهو فحيل وإذا كان الفحل كريماً فهو فحال وإن أرادوا فرق ما بين الذكر والأنثى فهو فحل فقط قال الراعي‏:‏ كانت نجائب منذرٍ ومحرقٍ أماتهن وطرقهن فحيلا وقال الشاعر في نافع بن خليفة الغنوي‏:‏ تعرض دوني نافع وابن أمه غطيطٌ خفي الرز غير فحيل وقال أيضاًُ جرير‏:‏ قل للأخيطل لا عجوزك أنجبت في الوالدات ولا أبوك فحيل وممن ملك من العرجان شيبان بن علقمة بن زرارة وقد مدح بكثرة المال وهجى به في فقء عين بعيرٍ عن ألف بعير بقول الأول‏:‏ وهبته وأنت ذو امتنان تفقأ فيها أعين البعران وقال الآخر‏:‏ فكان شكر القوم عند المنن كي الصحيحات وفقء الأعين والكلى مثل قول النابغة‏:‏ وكلفتني ذنب امرئٍ وتركتني كذي العريكوي غيره وهوراتع وقال الفرزدق‏:‏ غلبتك بالمفقإ والمعمى وبيت المحتبي والخافقات لأنه إذا ملك ألفاً فقأ عينه فإن ملك زيادةً على الألف فقأ عينيه فذلك هو المفقأ والمعمى وقد قال بعض العلماء في تفسير هذا البيت قولاً دل على أنه حين لم يعرف أخلاقه الجاهلية احتال ببعض ما يحضر مثله وهذا قول يونس بن حبيب وقال الكميت بن زيد‏:‏ بعام يقول له المؤلفو - ن هذا المعيم لنا المرحل

  باب ما يحضرنا في اللقوة وما أشبه ذلك

قال ابن ميادة في باب من الاشتقاق والتشبيه‏:‏ يعدو به قرم بني هاشم مقلصٌ ذو خصل أشقر كأنه من طول تمعاجه والطعن في مسلحه أشتر وقال أيوب الوهسلي في الزبير‏:‏ منا الله عين ابن الزبير بلقوةٍ مميلةٍ حتى يطول شهودها وعل مآقي المقلتين بحمرة مشعشعة حمراء باقٍ وقودها بكيت على دارٍ لأسماء هدمت مشاتيها كانت غلولاً مشيدها ولم تبك بيت الله إذ دلفت به لهاميةٌ حتى حرقت جنودها وما يدخل في هذا الباب مما يكون القول فيه على الاشتقاق وعلى تشبيه الشيء بالشيء قول أبي الشيص الأعمى وهو محمد بن عبد الله بن رزين‏:‏ وصاحبٍ كان لي وكنت له أشفق من والد على ولد وكان لي مؤنساً وكنت له ليست بنا وحشةٌ إلى أحد حتى إذا دانت الحوادث من خطوي وحل الزمان من عقدي احول عنى وكان ينظر من عيني ويرمي بساعدي ويدي حتى إذا استرفدت يدي يده كنت كمسترفدٍ يد الأسد وهو الذي يقول‏:‏ صرت نشزاً إذا التحفت بثوبي ونوحاً إذا سلكت طريقي ولما ضرب معتر وأسرع السيف في شقه قال الأشتر بن عمارة‏:‏ عشيةً يدعو معترٌ يال جعفر أخوكم أخوكم أحول الشق مائله ومن هذا الشكل قوله‏:‏ صب عليه قانص لما غفل والشمس كالمرآة في وجه الأشل قال أبو النجم‏:‏ فهي على الأفق كعين الأحول وقال الشاعر في صفة عين أفعى‏:‏ في عينه حولٌ وفي خيشومه فطس وفي أنيابه مثل المدى شقت لها عينان طولا في شتر مهدولة الشدقين حولاء النظر وقال زهير بن مسعود‏:‏ ظل وظلت حولها ضيماً تراقب الجونة كالأحول كان النضر السلمي الأحول طائفاً للجراح بن الحكم بالليل فأخذ نوح الضبي فقال الفرزدق‏:‏ يا نوح ما اغتر بالجراح من أحدٍ إلا سفيهٌ فكيف اضطرك القدر آنا من الليل والظلماء داجيةٌ والنضر يدمج مقلوباً له البصر كان يزيد بن عبد الملك أفقم وكان عمرو بن سعيد أفقم‏.‏

قال أبو رجاء الكلبي‏:‏ كان لأمامة امرأة جرير ابن أخٍ ذو إبل وكان يسمى عضيدة وكان ناقص العضد فلم تزل تحرض حتى زوج ابنته من عضيدة وفي ذلك يقول بعد ذلك‏:‏ وغرتنا أمامة فافتحلنا عضيدة إذ تنخبت الفحول إذا ما كان فحلك فحل سوءٍ خلجت الفحل أو لؤم الفصيل ابن الكلبي‏:‏ عو مولى لبني هاشم عن أبي عبيدة من ولد عمار بن ياسر قال‏:‏ وفد مخوس بن معديكرب بن وليعة الكندي على النبي عليه السلام في نفرٍ من قومه ثم خرجت من عنده فأصابت مخوساً اللقوة فرجع بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا سيد العرب أصابته اللقوة فادللنا على دوائه قال‏:‏ خذوا مخبطاً فاحموه في النار ثم افتلوا شفر عينيه ففتلهما شفاؤه والله أعلم بما قلتم حين خرجتم من عندي فبرأ وقتل يوم النحير‏.‏

وأنشد عوانة في عمرو بن سعيد‏:‏ وعمرو لطيم الجن وابن محمدٍ بأسواء هذا الأمر ملتبسان ولما هوى بيده إلى عبد الله بن معاوية وهو رديف عبيد الله بن زياد قال له عبد الله‏:‏ يدك عنه يا لطيم الشيطان‏.‏

وممن أصابته اللقوة الحكم بن أبي العاص ذكر عبيد الله بن محمد قال‏:‏ حدثنا عبد الواحد بن زياد عن صدقة بن جميع بن عمير أن ابن عمر قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً والحكم بن أبي العاص خلفه فجعل يلوي شدقه يهزأ منه فقال رسول الله عليه السلام‏:‏ ‏"‏ اللهم الو وجهه ‏"‏ وكان عبد الرحمن بن الحكم يحكي مشيته فقال عبد الرحمن بن حسان‏:‏ إن اللعين أبوك فارم عظامه إن ترم ترم مخلجاً مجنونا في هجائه عبد الرحمن بن الحكم‏.‏

قال‏:‏ وممن أصابته اللقوة عيينة بن حصن جحظت عينه وزال فكه فسمي عيينة وكان اسمه حذيفة وإذا عظمت عين الإنسان لقبوه أبا عينية وأبا عيناء مثل حباء وعيناء وإما أبو العيناء ومما قالوه على الاشتقاق والتشبيه كقول ذي الرمة‏:‏ ألمت بشعثٍ كالسيوف وأينقٍ حراجيج من آل الجديل وداعر جذبن البري حتى شدفن وأورثت رءوس المهارى لقوةً في المناخر وقال الحادرة وهو يدخل في هذا الباب‏:‏ يمحبسٍ ضنك والرماح كأنها دوالي جرور بينها سلبٌ جرد تضب سراعاً بالمضيق عليهم وتثني بطاءً لا نخب ولا تعدو إذا هي شك السمهري نحورها وخامت على الأعداء أقحمها القد سوالفها عوجٌ إذا هي أدبرت تكر سراعاً فهي قابعةٌ حرد وقال قيس بن زهير‏:‏ سوالفها كخدود الإماء صددن عن الذنب أن تلطما وقال الكميت‏:‏ جنوح الهالكي على يديه مكباً يجتلي نقب النصال وقال مزرد بن ضرار‏:‏ بفتيان صدقٍ من قريشٍ كأنهم سيوفٌ جلاها صيقلٌ وهو جانف ومن المفاليج عباد بن الحصين الحبطي الفارس الذي لم يدرك مثله سئل المهلب بن أبي صفرة عن أفرس الناس فقال‏:‏ حمار بني تميم وأحمر بني تيم يعني بالحمار عباد بن الحصين وبالأحمر عبيد الله بن معمر فقيل له‏:‏ ما تقول في عبد الله بن الزبير وفي عبد الله بن خازم فقال‏:‏ إنما سألتموني عن الناس‏.‏

قال‏:‏ وكان المهلب حكماً ومقنعاً في القضية بين الفرسان قال‏:‏ وإنما قدم الناس عباد وشعبة بن ظهير ورقبة بن الحر لأنهم كانوا في شدة الأبدان مثلهم في القلوب‏.‏

ومن المفاليج عبيد الله بن زياد بن ظبيان التيمي العائشي وكان فارساً فاتكاً وخطيباً مفوهاً ولعبيد الله أماكن في هذا الكتاب لأنه يذكر في المسمومين وفي المفاليج وفي ضروب سنذكرها إن شاء الله‏.‏

ومن المفاليج أبو الأسود الدؤلي وهو ظالم بن عمرو بن سفيان ويقع ذكره في مواضع كان رئيس الناس في النحو وفي مشايخ الشيعة وفي الشعراء والظرفاء وفي العرجان وفي البخلاء وفي البخر‏.‏

دنا من عبيد الله بن زياد يساره فخمر عبيد الله أنفه فجذب يده جذباً عنيفاً ثم قال‏:‏ إنك والله لا تسود حتى تصبر على سرار الشيوخ البخر وهو الذي قال في قصيدته التي يعرف فيها ولا أقول لقدر الحي قد غلبت ولا أقول لباب الدار مغلوق ومن المفاليج شجرة بن سليم الجدلي خرج يوماً إلى الحرب فرأى جاريته التي ألبسته السلاح تشرف فقال لها بعد ذلك‏:‏ أنظرت إلى الرجال فقالت والله ما نظرت إلا إليك تخوفاً مني عليك‏.‏

فعمد إلى مسمار فضربه في عينها حتى أثبته في الحائط فماتت وأصبح شجرة مفلوجاً‏.‏

ومن المفاليج إدريس النبي ورووا أن الفالج من أمراض الأنبياء ولا أعرف إسناد هذين القولين وهذا يحتاج فيه إلى الرواية عن الثقات إلا ما حدث به عباد بن كثير عن الحسن وذكوان عن عبد الواحد بن قيس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ داء الأنبياء الفالج واللقوة ‏"‏‏.‏

ومن المفاليج عمران بن الحصين الخزاعي ويكنى أبا النجيد ويقع ذكره في مواضع وقد ذكرناه فيمن سقي بطنه‏.‏

ويزعم أهل البصرة أنه لم يزل مكلماً حتى اكتوى‏.‏

ومن المفاليج عامر بن مسمع سيد ربيعة قاطبةً في زمانه وفي عامر يقول نهار بن توسعة حين خاطب أخا عامر مقاتل بن مسمع فقال‏:‏ مررنا على سابور يوماً فلم نجد لها عند باب الجحدري معرجا فهل أنت إلا كابن أمك عامرٍ إذا أرعدت أشدقه وتخلجا ومن المفاليج أبان بن عثمان ويقع أيضاً ذكره في الحولان والعرجان وأهل المدينة يضربون المثل بفالج أبان ويسمون هذا النوع من الفالج الفالج الذكر وهو الذي يهجم على الجوف وقال سعد المطر‏:‏ فإن بليت فذاك الفالج الذكر شريح قال‏:‏ حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبان بن عثمان عن عثمان قال‏:‏ قال رسول الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من قال في كل صباحٍ ومساءٍ ثلاث مرات‏:‏ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض وهو السميع العليم لم يضره ذلك اليوم شيء ‏"‏ فنظر رجل إلى أبان بن عثمان بعدما فلج فقال‏:‏ الحديث كما حدثتك ولكن لم أقلها يومئذٍ ليقضي قدر الله‏.‏

ومن المفاليج من يسطحه الفالج سطيح الكاهن وهو الذي يقال له الذئبي الذي كان كاهناً وكان حكيماً وكان شجاعاً وقال الأعشى‏:‏ ما نظرت ذات أشفارٍ كنظرتها حقا كما صدق الذئبي إذ سجعا وكان الحارث بن بشر بن هلال بن أحوز سطيحاً وكان صاحب نكاح لا يصبر عنه وكانت وممن كان سطيحاً عبد الواحد بن زيد ويكنى أبا عبيدة رئيس أصحاب المضمار والكلام والوساوس ومحاسبة النفوس والتبلغ باليسير وتقويم الفضول والقول في نفي العجب والكبر والرياء والخيلاء وكان يكنى أبا عبيدة وهو مولى بني جحدر ومسجده في أصحاب القماقم وكان من غلمانه رؤساء المتزهدة مثل حيان أبي الأسود ودهثم أبي العلاء ورياح القيسي ورابعة القيسية وأحمد الهجيمي ومنصور الساجي وعبد الله الشقري وموسى زوادان وخداش ومخلد الشهيدان‏.‏

ضرب عبد الواحد الفالج بعد الكبر وقلة الرزق فكان فيه من العجب أن الفالج أكثر ما يعتري المتوسطين في الأسنان لأن الشباب كثير الحرارة والشيخ كثير اليبس فأكثر ما يعتري بين هذين السنين وكان عبد الواحد رجلاً يعرف النجم وقد رأيت من ضربه الفالج عند غيره ورأيت رجلاً من جند قريش بن شبل أصابت شقه الأيمن شظية من حجر المنجنيق فذهب شقه الأيسر وذهب لسانه وسمعه وبقي بصره‏.‏

ويزعم نساك البصريين أن عبد الواحد بيناه سطيحاً وليس عنده أحدٌ إذ أخذه بطنه فسأل الله أن يطلق عنه ريث ما يأتي المتوضأ ثم يرجع إلى موضعه ففعل ذلك‏.‏

وقالوا‏:‏ الفالج في الرجلين شيء يكون بين الفحج والعرج وقال شماخ بن ضرار في صفة الجعل‏:‏ وإن يلقيا شأواً بأرض هوى له مفرض أطراف الذراعين أفلج والفالج أيضاً في الثنايا ويقال‏:‏ مفلج الثنايا ومن ذلك تفاح مفلج وإذا كان الرجل كذلك قيل‏:‏ رجل أفلج بين الفلج والفالج مكيال العينة والفالج‏:‏ البعير الذي قد انشق سنامه نصفين‏.‏

وقال‏:‏ بعث عمر حذيفة وعثمان بن حنيف ففلجا الجزية على أهل السواد والفالج من المكيال الذي يقتسمون به وقال الشاعر‏:‏ ألقي عليها فلجان من مسك دا - رين وفلج من فلفل ضرم وقال أبو داود الإيادي‏:‏ ففريقٌ يفلج اللحم نيئاً وفريقٌ لطابخيه قتار يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ما من رجلٍ له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى إلا جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل ‏"‏‏.‏

ومن المفاليج أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وكنيته هي اسمه ولد في خلافه عمر بن الخطاب وهو راهب قريش‏.‏

قال الواقدي‏:‏ أخبرني عبد الله بن جعفر قال‏:‏ صلى العصر ودخل مغتسله فسقط فجعل يقول‏:‏ والله ما أحدثت في صدر نهاري شيئاً فما غابت الشمس حتى مات بالمدينة وكان أعمى فأبو بكر بن عبد الرحمن يعد في المفاليج وفي العميان وفي الأشراف وفي الفقهاء وفي العباد وفيمن كان يفتي بالمدينة وفيمن كنيته هي اسمه وأبو بكر وعمر ابنا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام خامس خمسة في الشرف وعبد الرحمن كان القائم والساعي في صلح الأزد وبكر بن تميم حتى تم ذلك على يديه‏.‏

ومن المفاليج سلمة بن الحارث بن عمرو المقصور ملك بني تغلب وهو قاتل شرحبيل بن الحارث ملك تميم والرباب يوم الكلاب الأول وكان معدي كرب بن الحارث وهو الغلفاء ملك قيس عيلان وسوس حين قتل أخواه وذهب ملكهم وقيس بن الحارث كان سيارةً فأيما قومٍ نزل بهم فهو ملكهم‏.‏

وفلج من أطباء محمد بن عبد الملك ثلاثة كلهم قد كان بلغ في السن وفي سلطان اليبس ما قد كان يؤمنهم من هذه العلة وما كانوا إلا جلوداً على عظام فمنهم ابن مرايا ومنهم أبو عمرو بن بابويه ومنهم إسحاق بن دينارويه وإسحاق هذا هو الذي قال لابن عبد الملك‏:‏ لي إليك حاجة قال‏:‏ ما حاجتك قال‏:‏ ترفع المتكأ عن يمينك وتخرج العدس من مطبخك‏.‏

ومن المفاليج معبد وهو مغني أهل المدينة وكان من الفحول ويكنى أبا عباد مولى آل مطر وآل مطر موالي العاص ابن وابصة المخزومي وساءت حاله وثقل لسانه فسئل عن سبب سوء ومن المفاليج عبيد الله بن يحية بن خالد‏.‏

ومن العرجان أبو يحيى الأعرج يروي عنه وهو مولى معاذ بن عفراء قال ابن المديني‏:‏ اسمه مصدع‏.‏

  باب الاشجين

منهم بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب كان يقال له‏:‏ أشج ولد عمر وكان عبد الله بن عمر ربما قال‏:‏ أترجو يا بلال أن تكون أشج ولد عمر لأن عمر بن الخطاب كان يقول‏:‏ من ولدي رجل بوجهه شين يملأ الأرض عدلاً فكان ذلك عمر بن عبد العزيز فقد ولده عمر من قبل أمه‏.‏

ومن الأشجين وافد عبد القيس وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ فيك خصلتان يمقك الله عليهما‏:‏ الشجاعة والحياء ‏"‏ واسمه عائذ بن منذر‏.‏

ومن الأشجين أبو بكير بن الأشج الفقيه‏.‏

وقال أبو حراقة - وهو يعني عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث -‏:‏ يابن قريع كندة الأشج أما ترى ذا فرسي في المرج وما سواس ذهبت بسرج في فتنة الناس وهذا الهرج بين الأشج وبين قيس باذخاً بخ بخ لوالده وللمولود بل إنما ذهب إلى قيس أبي سعيد بن قيس الهمداني ولم يذهب إلى قيس بن معدي كرب والأشج لا محالة قيس بن معدي كرب‏.‏

وقال أعشى همدان في عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث‏:‏ ولقد سألت الجود أين محله فالجود بين محمدٍ وسعيد بين الأشج وبين قيسٍ باذخاً بخ بخ لوالده وللمولود قيس هذا هو أبو عبد الرحمن بن قيس‏.‏

ومن الأشجين يزيد بن مزيد بن زائدة والدليل على ذلك قول الشاعر وهو يهجوه‏:‏ ما أحسن الضربة في وجهه إن لم تكن رمحة برذون وقال ابن النطاح حين مدحه‏:‏ ملك يلوح على محاسن وجهه أثر الوفا ومعاقد التجيان لم ينقطع أحدٌ إليك بوده إلا اتقته نوائب الحدثان ومن الأشجين مزيد بن زائدة وكنيته أبو داود ذكر شجته الشاعر فقال‏:‏ ويحسبه الشجاع قراع سيف ويحسبه الجبان قراع نور ومن الأشجين عمر بن عبد العزيز وفيه يقول الشاعر‏:‏ مروا على قبر الأشج فسلموا وقفوا وأعينكم عليه تدمع وذكر عمر رياح بن عبيدة الباهلي وكان رياح من خاصة عمر وكانت الشجة من جبينه إلى حاجبه في قصيدة له طويلة‏:‏ فلا تبعدن تحت الضريحين أعظم بوال وأثر في جبين وحاجب فقوموا على قبر الأشج فسلموا عليه وجودوا بالدموع السواكب وكان عمر أشج أصلع فاحش الصلع وصلع قبل الثلاثين ومن زعم أنه لم يكن بعد مروان بن الحكم أصلع فقد غلط وعمر بن عبد العزيز أشهر بالصلع من مروان‏.‏

ومن الأشجين تميم بن زيد القيني قال ابن عياش‏:‏ كانت بوجه تميم بن زيد ضربة منكرة فسأله الحجاج ذات يوم عنها فقال‏:‏ رمحني فرس فقال الحجاج‏:‏ لكن والله بعض فسقة أهل العراق لو كانت به لقال‏:‏ أصابني يوم كذا وكذا‏.‏